26‏/08‏/2013

الإرهاب و الكباب

لاتزال بيروقراطية الإدارة الجزائرية تخنق المواطنين في قطاعات عدة من الصحة التي يموت الناس بمستشفياتها دون أن يلتفت إليهم أحد ،  مرورا بقطاع البريد الذي صنع بؤسا آخر في بلد يحوز سيولة نقدية لا توجد في أي بلد عربي.
في قطاع التربية مشاكل بحجم البلد ، ومسابقات التوظيف خاضعة لمعيار واحد اسمه "البنعميست والتشيبة". وبالمناسبة ، هل تذكرون آخر مسابقة في القطاع كيف كانت أسئلتها . خمّنوا... ما هو اسم المسلسل الذي تابعته في رمضان؟ نعم هكذا وبهذا تبقى المدرسة الجزائرية ، لكن لا تقلقوا لأن الفضيحة لا تقتصر على التربية الوطنية والمدرسة الجزائرية فهي تمتد إلى الجماعات المحلية حيث يمكن أن يموت الناس على الورق ويحيا الموتى في السجلات ، لكنك لن تحصل على شهادة ميلادك إلا إذا أثبت أنك حيّ تُرزق.
لقد حوّلت أنظمة البروقراطية "الرشوة" إلى "قهوة"، والفساد إلى "قفزة" ونجاح في الحياة والتخطيط ، ووسط هذه الدوامة ينتظر المواطن الفرج ، ونحن الشعب الوحيد الذي يضطر إلى البحث عن وساطات في كل القطاعات والإدارات حتى لا تُغلق الأبواب في وجهه.
المواطن هزمته البيروقراطية ، تماما مثلما هزمته التجاوزات والفساد والرشوة ، لذلك بدأ يرسم في ذهنه لوحة الإنتقام من كل ما له علاقة بالمؤسسات والإدارات والأحزاب والسياسة والانتخابات.. المواطن وبعد سنوات من مواجهة خطر الإرهاب المدمّر، بدأ إرهاب الإدارة يستنزفه ويصنع في خياله عدواً يدفعه للإستقالة من الحياة ، لذلك يبدو إصلاح الإدارة وأنماط التعاطي مع المواطن أبرز معالم السنوات القادمة حتى لا نسقط في فخ أخطر من ذلك الذي وقعنا في دوامته لعشرية كاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق